كتب : محمد علي ابو هارون
اعتقلوها فيما كانت على مائدة الطعام مع أولادها
فتحت ابنتها الصغيرة الباب وقالت:
– ماما، عند الباب رجل اسمه پرویز یرید ان يتحدث إليكِ .
عرفت بسرعة أنهم من قوات امن الشاه،
جاؤوا لاعتقالها.
خرجت من البیت،
والأطفال ينظرون إليها بقلق.
الفقيدة في سجن السافاك
قبلت وجه ابنتها وقالت: – سأعود بسرعة،
و هي تعلم جيدا انها ربما لن تعود .
منذ كانوا بجانب باب بيتها بدأ التعذيب.
جلس شخص من قوات امن الشاه (السافاك) في السيارة و طلبوا منها ان تجلس و بعدها جلس رجل امن آخر.
یعني کانوا یریدون اجبارها على الجلوس بین الرجلین فی سیارتهم.
قالت: حتی لو قتلتموني الآن لن اجلس بین رجلين من غير محارمي.
قالت في السيارة: – اسالو اسالتکم بسرعة،
لابد لي ان اعود الى البيت بسرعة.
اطفالي بانتظاري، لم ياكلوا العشاء.
مع انها كانت تعلم انهم إذا اعتقلوها فهذا يعني أنهم يعرفون عنها الكثير و يعرفونها جيدا.
في السجن اخذوا عباءتها و حجابها.
قالوا: ربما تتنحر.
كانوا يريدون أن يعرفوا انصار الامام الخميني.
لم تقبل ان تكون بلا حجاب في السجن:
غطت شعرها بالبطانية في السجن.
كانوا يضربونها كل يوم حتى الموت، إلا أنها لم تقل شيئا.
کانت جاهزة للشهادة، فتحملت كل التعذيب.
ضمن فريق حماية الامام الخميني
كانوا يعذبونها بالكهرباء،
اطفاء السجائر على جسدها، ركل، لكمات … و مع ذلك بقيت صامتة.
في ليلة فتحوا باب السجن، رات ابنتها. لم تصدق.
فعندما لم يوفّقوا بعد كل هذا التعذيب في انتزاع اي اعتراف منها، اعتقلوا ابنتها، فلربما تكسر هذا الصمت، و لم تكسر.
كل يوم كانوا يضحكون منهما:
الام حجابها بطانية والبنت المسكينة تلوذ بها.
كانوا يقولون لهما: – اين الخميني الآن ليخلصكما من هذا السجن.
و هي تصرخ في وجوههم: – لو تقتلوننا الف مرة،
كل حياتي فداء للخميني.
في ليلة فتحوا باب السجن و أخرجوا ابنتها للتعذيب.
قرب اذان الصبح فتحوا باب الزنزانة المظلمة و رموها.
كانت مثل الأموات من شدة التعذيب.
لم تكن تتنفس.
سكبوا عليها الكثير من الماء،
لم تفتح عينيها.
بدأت الام تضرب باب الزنزانة.
احتضنت ابنتها بقوة .
كانت تصرخ من الالم.
فجأة سمعت صوتا حزينا من زنزانة اخرى:
كان واحدا من المجاهدين يقرأ لها بصوت جميل:
“استعینوا بالصبر و الصلاة”، ليسكن قلبها.
قائدة قوات الحرس الثوري قاطع غرب ايران
ضمن الوفد الذي اوصل رسالة الامام الخميني لغورباتشوف
أخرجوا الفتاة على بطانية.
شعرت بأنها ماتت.
بعد 16 يوما فتحو باب الزنزانة،
دخلت ابنتها معافاة.
علمت أنها كانت في مستشفى الجيش تتلقى العلاج.
بعد الثورة كانت لها مسؤولية كبيرة.
كانت مرافقة الامام الخميني،
ومسؤولة حرس الثورة في همدان.
كثيرون يعرفونها.
ذات يوم رآها أحد ما وهي تعمل سائقة تاکسي بالسيارة.
في منتصف الليل،
وكان ذلك الشخص يعرفها و يعرف انها في أعلى مراتب المسؤولية.
نقاش مع الامام الخميني
وصل الخبر إلى الامام الخميني فطلبها وسأل عن الموضوع.
قالت للامام:-انا كفلت اسرتين فقيرتين، و هذا صعب علي، لابد لي ان اعمل اكثر لاکون قادرة على ذلك.
قبل سنوات مرضت مرضا شديدا.
طلبت من الامام الخامنئي ان يسمح لها بتتفيذ عملية استشهادية ضد الجيش الصهيوني،
قالت: – لم يبق لي شيء الا هذا الجسم العليل، اريد ان اقدمه للاسلام.
فرد عليها الإمام بالقول:
“نحتاج كثيرا الى وجودکم وانفاسكم بيننا “. أمر بإرسالها الى مكان الهواء فيه نقي وبعلاجها.
الحمد لله تحسنت حالها قليلا.
تحصل على وسام التضحية من الدرجة الثانية
سألوها مرة : هل توجد لحظة ندم في حياتك على ما تعرضت له في سبيل الثورة؟
أجابت: كلا،
لو كنت استطيع ان اقف على قدمي ولم اكن مريضة، لكنت الان في سوريا!
مع البيشمركة الايرانيين في كردستان ايران
الفقيدة تقاتل الانفصاليين في كردستان ايران
هذه المراة المجاهدة هي مرضية حديدچی.
من اکبر مجاهدات ایران ضد الشاه.
مرافقة الامام الخمیني،و من اکبر قياديي الحرس الثوری.
على سرير المرض قبل رحيلها مع حفيد الامام الخميني
حفيد الامام الخميني(حسن الخميني) يصلي على جثمانها
وكانت عضو فی مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) . و من نشاطاتها انها كانت عضوة في الوفد الايراني الذي حمل رسالة الامام الخميني الى ميخائيل غورباتشوف آخر رئیس للاتحاد السوفیتی ، ممثلة للامام الخميني.
تركت الدنيا في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 .. وانا لله وانا اليه راجعون.